الســاعة الثانية عشر بعد منتصف الليل
اليــوم مجهول كالعادة.
أنـا مـازلتُ بين الأوراق أكتب بعض جنون.
ومن الجنون أن يكون للقهوة طعما حلو إلا أن كــانت قهوة سكــر ... بينما أدمنت شرب القهوة المرة بدأت بكتابة قصتها بيد مرتجفة..
الأيمان
بنا ،، هو أيمان بأفعالنا بحواسنا بكل ما أحاط ويحيط بنا.. و الوقوف لا
يعني الموت.. ولكنها لحظــات صمت .. لأجساد مرتعشة تحت المطر..
"
أنــور " كــانت واحدة من الابتسامات الجميلة التي لا تفارق مخيلتي...
لــن أحزن لو قيل لــي بأنها نستني مجبرة مــن هذه الحــال التي
أصبحنــا نعيشهــا... فآخر مرة كــانت معنـا .. كان يوما ماطر.. أجبرها
على ركوب إحدى سيارات الأجرة يحمل على زجاجة آلاف أنواع الغبار
والتراب الذي يعجز المطر عن غسله،، وعند صعودها تجد بجانبها على الكرسي
طفلة صغيره لم تتجاوز الأسبوع من العمر... فتصرخ في سائق التاكسي أنزلني
لو سمحت ... ليطلب منها وبكل بشاعة أخذ الطفلة فهي طفلتها كما أدعى ...
للقلوب
ألوان أما أن تبعث دفئ في أرواحنا أو تحولها إلى نار... لا أدري أي
الألوان كان لون قلب سائق السيارة .. ربما الأسود فهو أكثر الألوان ظلمة
وعتمة...
ليرتفع الصراخ ... ويجتمع النـاس.. وأخيرا يحضر بعض رجال الأمن، إلى أين ... إلى قسم الشرطة.
من
يصدق "أنوار" في قسم الشرطة شيء يبعث الجنون... شهقة ترتفع في أقل من
ثواني، وصوت ارتطام قوي، أنها هي ممدة على الأرض مغشيا عليهـا.
يتم
أستدعاء والدها ويا لمأساته وحزنه وغضبه وخوفه رغم ثقة الكبيرة بابنته إلا
انه بدا يفكر بالفضيحة والنـاس و.. و أشياء أخرى كثيرة...
ترفض الشرطة أخراج نورا إلا بعد أن يأتي الطبيب الشرعي ليتم فحصهـا .
- "هــل هي مزوجة أو سبق لها أن تزوجت؟"
سؤال وجه إلى الأب.
- "لا، لا ، لاشيء من هذا "
- "هذا سيسهل علينا الفحص لن نحتاج إلى فحص الحمض النووي لكل من الطفل وأبنتك".
- "متى يأتي الطبيب "
- " في الصباح"
- "مــاذا؟ وابنتي أين ستقضي الليلة؟!"
- "للأسف هنا في قسم الشرطة"
- "ولكن ؟! لا ؟"
- "لا خيـار أمامك"
هكـذا
لم يستطع الأب أخراج أبنته من ذلك القسم سينتظر حتى حلول الصبـاح سيترك
ابنته بين أيدا أمينه، هناك في قسم الشرطة وطالما قيل لنـا " الشـرطة في
خدمة الشعب".
في
الليل ، تخرج الذئاب من مخادعها... وتلقي على الأرض سمومها ،،، في الليل
يصبح الأمن شيطان يسرقنا منــا، لو سألتم "أنــوار" عن حالها في تلك
اللحظات ... لقالت لكم هو الموت ، نشعر به عندما يقترب لا يختار إلا إياك،
وأنت كأنك تنتظره، نفسك تتشتت ، وروحك تنتهي ، وجسدك غير قادر على حمل
روحك المثقوبة ألف مرة .
بكـل
بساطة الموقف "حــاميها سارقها " ، هكــذا يقترب منها من كانوا في الصباح
يحمونها ليسرقوا أغلى ما تملك ،،، مسكينة " أنــوار" لا أستطيع قول غير
ذلك .... أنها مسكينة ،،، تم اغتصابها هناك في ذلك القسم ،، كل الجدران
تشهد وكل الصرخات المرتفعة تشهد ،،، لكنهم لم ولن يشهدوا على أنفسهم ...
فقط كلمات باردة هي ما سيلفظون بها في الصباح " أبنتك فاسقة" .